عائشة عبدالله محمد علي

القلم – عائشة عبدالله محمد علي

أمسكت قلماً…

فقال:-

     أكتبي كلمات لم تكتب من قبل أن أعرف القراءة ، وأخرى يعجز من يأتي من بعدك أن يسطرها على كف يده.

قلت :-

     أرسم ، أنقش ، أشخبط …

     قلمي لا يجيد الكتابة ، و يعجز القراءة .

قال:-

أرسمي بحراً ، بريئاً من قتل سفن أجدادي ، وانقشي وشماً لحورية رأسها يشبه رأس الحوت الذي ابتلع يونس،

وقدماً لراقصة باليه رومانية على ظهر أمواجه، كي أهيم عشقاً بها ، وشخبطي خطوطاً بالطول وأخرى بالعرض كي

تضيع سفن أحلامنا وتتوه عن الطريق .                 

قلت :-

قطعت المبراة رأس قلمي ، سال دمه الأحمر على طرف فستاني الأبيض ،فخلعت فستاني الأخضر، وسط حديقة

حينا القديم ، كي تتعرف عليّ أمي ،عندما تأتي لتأخذني لبيت عدلي ، الذي ما زال هيكلاً عارياً من النوافذ  والأبواب.

قال :-

    مبراة أخي لا تقطع رؤوس الأقلام ، وأوراقه ناعمة كجناح فراشة وردية ،تطير عندما أتنفس الهواء من نافذة جارتنا أمل .

ابتسمت وهممت برمي قلمي ، عندما …

قال:-

     أكتبي ولو لمرة …

قلت :-

     نعم  سأكتب لك ، على ورقة بيضاء كي تملئني حباً ، وأنسى أني في الأمس أرسلت لك ورقة حمراء ، في قلبها

فرحة الرابع من فبراير ، عندما طارت تلك الورقة السوداء تاركة خطواتها على وجه المرآة ، معترضة على الحبر     الأسود الذي أضاع الكلمات في قلبي ، فكتبت لك على ورقة صفراء كي تعرف أني أذبل .

ابتسم قبل أن يغلق الباب ، ويلوح بيده ….

قائلاً :-

     قلمك …..

     لا يجيد الكتابة ، ولا يعرف القراءة .