أمسكت قلماً…
فقال:-
أكتبي كلمات لم تكتب من قبل أن أعرف القراءة ، وأخرى يعجز من يأتي من بعدك أن يسطرها على كف يده.
قلت :-
أرسم ، أنقش ، أشخبط …
قلمي لا يجيد الكتابة ، و يعجز القراءة .
قال:-
أرسمي بحراً ، بريئاً من قتل سفن أجدادي ، وانقشي وشماً لحورية رأسها يشبه رأس الحوت الذي ابتلع يونس،
وقدماً لراقصة باليه رومانية على ظهر أمواجه، كي أهيم عشقاً بها ، وشخبطي خطوطاً بالطول وأخرى بالعرض كي
تضيع سفن أحلامنا وتتوه عن الطريق .
قلت :-
قطعت المبراة رأس قلمي ، سال دمه الأحمر على طرف فستاني الأبيض ،فخلعت فستاني الأخضر، وسط حديقة
حينا القديم ، كي تتعرف عليّ أمي ،عندما تأتي لتأخذني لبيت عدلي ، الذي ما زال هيكلاً عارياً من النوافذ والأبواب.
قال :-
مبراة أخي لا تقطع رؤوس الأقلام ، وأوراقه ناعمة كجناح فراشة وردية ،تطير عندما أتنفس الهواء من نافذة جارتنا أمل .
ابتسمت وهممت برمي قلمي ، عندما …
قال:-
أكتبي ولو لمرة …
قلت :-
نعم سأكتب لك ، على ورقة بيضاء كي تملئني حباً ، وأنسى أني في الأمس أرسلت لك ورقة حمراء ، في قلبها
فرحة الرابع من فبراير ، عندما طارت تلك الورقة السوداء تاركة خطواتها على وجه المرآة ، معترضة على الحبر الأسود الذي أضاع الكلمات في قلبي ، فكتبت لك على ورقة صفراء كي تعرف أني أذبل .
ابتسم قبل أن يغلق الباب ، ويلوح بيده ….
قائلاً :-
قلمك …..
لا يجيد الكتابة ، ولا يعرف القراءة .