أعود دائماً للكتاب الأول لأقرأ ما يمكن أن يُسمى طفولة القصة القصيرة في الإمارات، ففي «كلنا كلنا كلنا نحب البحر» قصص تعود إلى عام 1970 (قصة: الرحيل، للكاتبة شيخة الناخي)، ونقرأ قصة بعنوان «ذكريات وأمانيّ» للكاتب مظفر حاج مظفر في عام 1971، ومن قصص السبعينات بشكل خاص نقرأ «خطوط في جدار الزمن» للكاتب خليفة شاهين، وقصة «الزنزانة رقم 2» للكاتب عبدالرحمن الصالح، وقصة «الإمية» للكاتب عبدالله صقر أحمد، وقصة «شادي» للكاتب عبدالعزيز خليل، وقصة «عاشق الجدار القديم» للكاتب علي عبدالعزيز الشرهان، وقصة «ضحية الطمع» للكاتب علي عبيد علي وكتبت هذه القصة في عام 1972، وقصة «الباحثون عن لا شيء» للكاتب علي محمد راشد، وقصة «يوم في حياة موظف صغير» للكاتب محمد المرّي وكتبت في عام 1974، وقصة «الاتجاه» للكاتب محمد ماجد السويدي. أي أننا أمام إحدى عشرة قصة قصيرة إماراتية كتبت في سبعينات القرن العشرين، وهي فترة أدبية ريادية سبقت الثمانينات التي نتحدث عنها كثيراً بعد قيام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
القصة الإماراتية في سبعينات القرن العشرين لم تقرأ لا تاريخياً ولا نقدياً ولا فنياً، لا بل نستطيع القول إن هناك جيلاً قصصياً إماراتياً محدّداً في حقبة بعينها هي السبعينات طالما أن هناك أحد عشر كاتباً وكاتبة أنجزوا قصصهم في تلك الفترة.
هذا من ناحية تاريخية، ولكن هناك نقطة أراها على درجة من الأهمية وهي، هل خطر لصحفي ثقافي أو لمؤسسة ثقافية إماراتية أن تجري مسحاً ميدانياً لفترة السبعينات القصصية وتتقصّى في ما تتقصّى الأسماء التي ما زالت تكتب وهي على قيد الحياة، أو معرفة الأسماء التي غابت وتلك التي توقفت عن النشر.
الكتاب المهم الثاني الذي أعاد اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات طباعته هو «كلنا السدرة كلنا نحب البحر»، وفي العنوان تأكيد لفظي، كما في عنوان الكتاب الأول، على حب البيئة الإماراتية المحلية بطرفيها البرّي والبحري، وتحيل بيئة البر في الإمارات إلى ثقافة الصحراء ورموزها الحية مثل النخلة وارتباطها البالغ الخصوصية بالحياة الاجتماعية الإماراتية، أما بيئة البحر، فتحيل إلى ثقافة الغوص الماثلة بحضور قوي في الأدب الإماراتي القصصي منه والشعري.
كتاب قصص «كلنا السدرة، كلنا نحب البحر» يضم مختارات قصصية لكتاب وكاتبات لهم نتاج أدبي من عام 1999 إلى 2015.
كتابان جديران بالاقتناء وخاصة بالنسبة للصحفي الثقافي الذي يطلب منه من وقت إلى آخر الكتابة المهنية التوثيقية والتاريخية لفن القصة القصيرة في الإمارات.
جريدة الخليج