اختفت الأصوات من حولي كأن فقاعة سحبثني داخلها ، وما عدتُ أرى شيئاً سوى الظلام . شعور غريب يساورني ، أهوي ! أسقط ! أهبط ! أنكمش على ذاتي بشدة .
أحاول منع سقوطي ، أبحث عن شيء أتمسّك أقع ! أهوي ! هل حقا أنا أهوي ؟! أجل هذا ما أشعر به ، أهوي بجنون .
به ، لكن الظلام يعميني ! ما زلتُ أهوي ، أين الجميع ؟ أناديهم ، لا أحد يرد ، لا أسمع صوتاً خارجياً ، ولا ندائي ، وكأنني أحادث نفسي ليس إلّا ! ما الذي يحدث ؟ هل هذا حلم ؟ وكيف لي أن أعيش في حلمي وكأنه واقع ؟ شعوري قوي بأني مستيقظ ، لكن ما حولي وما أشعر به يقـول العكس ؟ ما هذا السقوط الذي لا يتوقف ؟ هل هو مجرد شعور ؟! نعم ، هناك أرض تحتي ، فكيف أسقط ؟! أو ربما كانت الأرض تحتي ، لكنها تهاوت معي ! أتمسّك بطرف غطائي ، أحضنه بشدة ، أتلافى السقوط أو شعوري بالسقوط .
لا فرق ، لم أزل أسقط ، أهوي إلى ما ليس له نهاية أو هناك نهاية لا أراها . حتماً سأتمرق فور سقوطي . سأرتطم بالأرض ، إذا لم أجد منفذاً من هذا السقوط . ما هذا ؟! أشعر بأن أحداً يسحب الطرف الآخر من الغطاء بشدة ، لكن شعوري بالسقوط لا يتوقف ! السحب يزداد ، وسقوطي يزداد ، وتمسكي بالغطاء يزداد .
ضوء يتسلل إلى عيني ، أفتحهما على اتساعهما ، وأتلفت . أصدقائي من حولي ، ولكن المكان مختلف تماماً ، لا ، لم نكن هنا ، كنا في مكان آخر . أنا متأكد . هل كنت نائماً وكل ما مر بي سابقاً كان حلماً ؟! يا إلهي ، إني أضيع في نفسي . أيهما كان حقيقة ؟ وأيهما حلماً ؟ الليل ذاته والمكان مختلف ! الأشخاص ذاتهم والشعور منطفئ . لا أعرفهم . لا أعرفني . ما عدتُ أنا ، أنا.. ولا هم ، هم .
عُلُوٌ