يرصد كتاب «القصة القصيرة الإماراتية النسوية.. انطولوجيا»، لمؤلفه عبد الفتاح صبري، تاريخ نشأة وتطور هذا الصنف الأدبي، ضمن الدولة. ويعيد المؤلف نشأتها إلى بداية السبعينات من القرن الماضي، إذ إن أول قصة قصيرة في الإمارات، كانت للكاتبة شيخة الناخي، بعنوان «الرحيل» ونشرت عام 1970. تلتها: «ذكريات وأماني» لحاج مظفر عام 1971. ثم: «ضحية الطمع» لعلي عبيد عام 1972، «يوميات موظف صغير» لعبد العزيز الخليل عام 1974. كما نشرت أول مجموعة قصصية عام 1974 في دبي، وهي: «الخشبة» لعبدالله صقر. ويؤكد المؤلف أن المتغيرات الاجتماعية (والسياسية ضمناً)، لعبت دوراً كبيراً في تحولات القصة القصيرة الإماراتية، بشكل عام، والنسوية بشكل خاص. فمع «بداية المشروع الوحدوي وتفجر طاقات الأمل بالنهوض والاتجاه للمستقبل واعتمار الأماني الوطنية بالآتي.. تأسس وتأكد فعل القص ضمن آليات الأدب والإبداع الأخرى. وساهمت أسماء من أمثال عبدالله صقر.. وعبد الحميد أحمد ومريم جمعة فرج وسلمى مطر سيف وشيخة الناخي وعبد الرضا السجواني.. في تأطير هذا الجنس الأدبي، واللافت في مسيرة التراكم القصصي في الإمارات هذه البدايات التي تخطت الارتباكات الأولى وأطرت بقوة لإبداع متمكن مكتنز بشروط الفن ومتماهٍ مع مثيله العربي…». ويحكي صبري عن تطور القصة القصيرة في الإمارات، مبيناً أنها ارتقت محاولة كسر الشكل الفني القديم وتناول القضايا والموضوعات ضمن سياقات حديثة. ويخص صبري في هذا الصدد القصة القصيرة النسوية: «لقد بدأت تجليات جديدة في القصة النسوية عندما برزت مجموعة من الكاتبات تقريباً مع بداية الألفية الثالثة، برز معهن خطاب قصصي نسوي جديد.. حيث شكلن ظاهرة تعلي من شأن المرأة. وقلبن المعادلة (الرجل/ المرأة) لتصبح (المرأة/ الرجل).. وأصبح الرجل في قصص هؤلاء مفعولاً به ومبحوثاً في محاولة للرد على خطاب الرجل الذكوري طوال فترة سابقة.. حيث حملت قصصهن نظرة مختلفة إن لم تكن مغايرة.. فبدأت مرحلة البحث عن الذات وعلاقة الإنسان بدواخله…». ويتطرق المؤلف إلى السمات الخاصة بالكتابة النسوية، فيحدد عدداً من الملامح الفنية، مثل: ما أسماه بـ«الشعرية الجديدة»، شاعرية التماهي، شاعرية الإيحاء، توتر الإيقاع السردي، البناء الزمني. وفي كل الملامح السابقة، يسوق المؤلف أمثلة توضيحية من أعمال بعض القاصات، أمثال: عائشة عبدالله وفاطمة الكعبي وفاطمة المزروعي. ثم يحدد عدداً من الكاتبات، يجدهن يمثلن «علامات للتأسيس والتحول والاستمرار والفن المبدع ستظل في ذاكرة الساحة الثقافية والتاريخ الأدبي للإمارات». ومنهن:
شيخة الناخي، مريم جمعة، سلمى مطر سيف، ليلى أحمد، ظبية خميس، أمينة بوشهاب، سعاد العريمي، باسمة يونس، أسماء الزرعوني، فاطمة محمد، نجيبة الرفاعي. كذلك يرى المؤلف أن على الدرب، هناك أسماء لافتة لها خطواتها الآتية، أمثال: لولوه المنصوري وهيفاء أبوسمرة وأخريات. ويدرج صبري، أيضاً، ببليوجرافيا للقاصات، إذ يحصي 95 كاتبة، بعضهن معروفات وأخريات غير معروفات.