السرير الذي أنام عليه يصدر أصواتاً مزعجة، لم تشفع لي أغطيته الوثيرة والوسادة الباذخة في إراحة رأسي من هول الأزمات.
حملت (الموبايل) أحاول النظر فيه، لا أرى سوى ضوء مشع يضرب عيني الخاملتين، جسمي منهك تماما مثل عجوز فقدت كل معنى الأنوثة، شعري بدأ يتساقط مثل أوراق شجرة وحيدة في وجه الريح، أحاول أن أحمل جسدي وأعيد إليه خفته المعهودة.. أبحث عن باب الحمّام مثل عمياء تبحث عن بصيص أمل أو نور في الظلام.. صرير الباب يعيد إلى معنى الإهمال الطويل، أنظر إلى وجهي في المرآة لا أجد عجوزا بل أجدني أنثى طبيعية لا تشكو سوى احتشاد الأيام وأنين الماضي الذي يصرخ فوق رأسي ويحشرني في زاوية الحنين ، الضوء يزعجني وأصوات الماضي تعود من جديد، تتردد الأصوات وتتهادى إلى مسامعي، أين ذهبت تلك العجوز التي كانت تجثم فوق رأسي..
خرجت ابحث عن عجوز ترافقني إلى آخر الشارع ووجدتني وحيدة.. وجدي وحيدا يتساقط.
منشورة في جريدة الاتحاد