حوار “خلود حوكل” مع “عبدالله محمد السبب“
تبقى ملامح العيد وتفاصيله جزءاً مخلداً في ذاكرة المرء تربطه بمجتمعه، حيث لا يبقى من الماضي سوى ذاكرة نسجت أدق تفاصيل تلك الأيام التي عاشها المرء في حياته منذ كان طفلاً وشاباً يافعاً ورجلاً وحتى كهلاً يعود لطفولته وشبابه من خلال الذكريات، وتزخر المجتمعات الخليجية والإماراتية بتفاصيل وعادات وتقاليد مارسها الآباء والأجداد، ارتبطت بالعيد وملامحه التي عرفها الأبناء نقلاً عن آبائهم دون أن يعيشوا تفاصيلها، سمعوها من خلال حكايات روت في المجالس والتجمعات وتناقلت عبر الألسن، فهل غابت هذه التفاصيل وملامح العيد أيضاً في الأدب الإماراتي والقصة والحكاية الشعبية؟
تنوع
الأديب الإماراتي عبدالله محمد السبب يجيب عن هذا التساؤل فيقول: القص الإماراتي، لا سيما قصص الرواد من الرعيل الأول المؤسس، غنية بالموروث الشعبي بمختلف صوره وأشكاله، وبما يتعلق بالتنوع البيئي الغني بالحكايات الشعبية والعادات والتقاليد والسلوكيات والمناسبات، بما في ذلك العيدان وما يرتبط بهما من أزمنة لصيقة بهما، كالانعكاسات الاجتماعية على أيام وليالي شهر رمضان وما يتبعها من أيام عيد الفطر أو عيد رمضان، وأيام وليالي شهر ذي الحجة وما تلاها من أيام عيد الأضحى، ولعلنا هنا نضرب أمثلة من الواقع القصصي لكل من معالي محمد المر، رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، وشيخة الناخي، وعبدالحميد أحمد، وسلمى مطر سيف، ومريم جمعة فرج، وجمعة الفيروز، وإبراهيم مبارك، والعديد من كتاب القصة من الرعيل الأول، في حين يغيب الموروث الشعبي في أغلب قصص الجيل المعاصر.
محطات
وأكد عبدالله محمد السبب أن مظاهر العيد تأتي في السرد الإماراتي من خلال سياق القصة أو الحكاية العامة المنسوجة من قبل الكاتب، وليس كفكرة رئيسة أو حدث رئيس في الحكاية، لكن يمكن تلمس ملامح البيئة الخليجية بمختلف قطاعاتها وصورها وأشكالها في الحكايات التراثية المتوارثة جيلاً بعد جيل المنسوجة بالخيال الإبداعي الأدبي، حيث خراريف الأجداد والجدات، المشتقة من حكايات ألف ليلة وليلة وما نحن عنها من تحورات وتبديلات وإضافات في المفردات والعبر والمعاني. وأشار إلى ضرورة رصد المناسبات الخليجية في القصص الإماراتية من قبل الباحثين في التراث ودارسي الأدب الخليجي، بما يضيء للأجيال عادات وتقاليد ومناسبات الآباء والأجداد، ومدى ما عاصروه من محطات في حياتهم السابقة، حياة الجهد والبذل والعطاء، وحياة المعاناة وما يراودهم من أمل في حياة هانئة آمنة.