إنه يوم لاستذكار القصة القصيرة، إذ تحتفل العديد من الجهات المعنية بالأدب في يوم 14 فبراير برواد هذا الفن القصصي، الذي يعتبر واحداً من أصعب أنواع الفنون الأدبية، كون القاص يختزل العبارات والأحداث ويكثفها، ليقدمها للقارئ بمهارة وحرفية عالية.
وفي الإمارات كما في دول العالم الأخرى، هناك رواد للقصة القصيرة، الذين كانت تجاربهم توازي بحضورها تجارب الشعراء والروائيين، حيث عاش هذا الجنس الأدبي ألقه في مطلع الثمانينيات، وحفر القاصون والقاصات أسماءهم بقوة في الذاكرة الأدبية المحلية.
مواضيع متنوعة
الأديبة فاطمة المزروعي، التي أصدرت في مسيرتها مجموعتين قصصيتين، إلى جانب العديد من الإصدارات الأدبية الأخرى، أشارت إلى أنها أصدرت مجموعاتها في العامين 2007 و2008 وقالت في حديثها لـ«البيان»: في بداية الألفية الثالثة ولغاية العام 2011 كانت القصة القصيرة لا تزال بأوجها بالنسبة لجيلي من الكتاب.
وأضافت: نحن نختلف بالمواضيع، التي طرحناها عن جيل رواد القصة القصيرة في الإمارات، إذ تناولنا مواضيع المدينة والحداثة والإنسان والتطور التكنولوجي الحاصل، بينما تناول الرواد في كتاباتهم صراع الإنسان مع البيئة واهتموا بالرموز البيئية.
وأوضحت: كان هناك اهتمام واضح بكتاب القصة القصيرة، وهناك العديد من الدراسات حولهم إلى جانب بعض الأمسيات، ولكن كل هذا خف في العقد الثاني من القرن 21 لصالح الرواية، التي انتشرت رغم الأثر الكبير للقصة القصيرة، والتي ما زال بعضها في ذاكرتي، وأضافت: تم إهمال الفن القصصي رغم قدرته على طرح العشرات والمئات من القضايا المجتمعية والإنسانية، وإيصال الرسائل المتنوعة للقارئ.
وذكرت المزروعي: تعود قلة الاهتمام إلى أن دور النشر تقول: إن القارئ لا يميل لقراءة القصة القصيرة، وترفض أحياناً نشر المجموعات القصصية، وأكدت تخصيص يوم للقصة القصيرة، يعد بمثابة تذكير للكُتاب والقراء ودور النشر بأن يعيدوا الاهتمام بهذا المجال الأدبي المهم.
تجربة متواصلة
في الثمانييات من القرن الماضي ظهرت القصة القصيرة بقوة، وفرزت خلال فترة قصيرة روادها أمثال عبدالله صقر، وسلمى مطر سيف، والراحلة مريم جمعة فرج، وصالحة غابش، وظبية خميس، وناصر جبران، وأمينة بوشهاب، وناصر الظاهري، وإبراهيم مبارك، وعبد الحميد أحمد، ومن قبلهم القاصة شيخة الناخي، التي أصدرت مجموعتها «الرحيل» في العام 1970 ويرى عدد من النقاد أن القصة بدأت على يد شباب وجدوا متنفساً لهم ولإبداعاتهم في النوادي الرياضية الثقافية، ومنذ انتشارها في الدولة كانت الكتاب متمكنين فنياً ولغوياً، الفن وعنصره ولغته، في وقت كانت فيه الرواية ما زالت تتأمل وتعيش إيقاع وجودها الأول. ورغم كل هذا تبقى القصة القصيرة بالنسبة لروادها ومعجبيها مساحة صغيرة تطرح الفكرة، وتثير الأسئلة التي تؤدي للبحث عن حلول، إذ تضيء الأمسية، التي تقام بالتعاون بين اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وهيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، والتي ستقام اليوم الاثنين تحت عنوان «القصة القصيرة بين الواقع والطموح» تجارب عدد من القاصات الإماراتيات مع هذا الفن، وهن: عفراء محمود، وفاطمة العامري، وحصة عبدالله.
جريدة البيان