كنا ذاهبين إلى بيت جدتي. ذلك اليوم نسيت نعالي وبقيت حافية. اعتدنا أن نلعب خارج المنزل على الرصيف. دخلت قطعة زجاج في قدمي اليمنى. قفزت على رجلي اليسرى مسرعة إلى أمي أبكي. قطرات دمي تتبعني إلى غرفة جدتي. ما أن رأتني أمي أخذتني إلى الحمام. أخرجت قطعة الزجاج وغسلت قدمي. كان جرحاً صغيراً. طهرته ووضعت عليه لاصق جروح. وانتهى كل شيء. لكن في حمام جدتي. العالم السحري الذي يدهشنا دائماً.
لم ينتهِ أي شيء في حمام جدتي. هناك تجد كل شيء وكأنه مخزن صغير مرتب وجميل. يتحول بين مخزن وحمام ولن تفهم أبداً. وكانت فرصتي ما دمت قد وصلت هناك. فتحت ثلاجتها لأرى ما فيها والغريب أنها كانت فارغة. لأول مرة في حياتي أراها فارغة. مستحيل. أُغلقُ الباب. فتحته. لا مستحيل. مملوءة. أغلقته، فتحته، مملوءة. للمرة الرابعة أكرر الأمر. فارغة. ماذا يحدث. هناك لبس.
ناديت أختي الصغرى وأنا أسحبها من يدها، تجاهلت جدتي وصراخها لا تدخلوا الحمام. تحاول أختي أن تبعد نفسها:
- ماذا تريدين؟
- يجب أن تري هذا.
- هذا يكفي.
- تعالي.
وفتحت باب الثلاجة انظري. تنظر إليّ وإلى الثلاجة، تحرك رأسها.
- ماذا ترين.
- ماذا أرى؟
- هل الثلاجة مملوءة أم فارغة؟
- هل جننت؟
- أجيبي.
- مملوءة.
- أنا كذلك أراها كذلك.
أخبرتها بما حدث لي وأنني سأكرر الفعل. أغلقت الباب، فتحته. وكانت مملوءة. بعد المحاولة الثالثة تركتني ورحلت. أعدت المحاولة. كانت الثلاجة مطفأة الآن وكل شيء فيها عفن. خرجت خلفها أناديها فلم أجد أحداً في الغرفة، لا أمي ولا جدتي حتى. خرجت من الغرفة أناديها ولا أحد والبيت مهجور وقديم. خرجت إلى الشارع. كان قديماً ومهجوراً أيضاً. دخلت أتتبع بقع دمي، لم أجد سوى أرض مهترئة. غادر العالم وبقيت.