Glogo

قراءة في رواية «ساق البامبو» – إسراء المازمي

حتى الجذور لا تعني شيئاً أحياناً.. لو كنت مثل شجرة البامبو.. لا انتماء لها.. نقتطع جزءاً من ساقها.. نغرسه، بلا جذور، في أي أرض.. لا يلبث الساق طويلاً حتى تنبت له جذور جديدة.. تنمو من جديد.. في أرض جديدة.. بلا ماضٍ.. بلا ذاكرة.. لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته.. كاوايان في الفلبين.. خيزران في الكويت.. أو بامبو في أماكن أخرى. )رواية ساق البامبو)

ساق البامبو، هذه الرواية الإنسانية التي تتحدث عن مشكلة الزواج من أجنبيات، هذا الكابوس الذي يستمر في الارتفاع الملحوظ منذ آخر إحصائية، تناولها الشاب سعود السنعوسي في إطار روائي عن روايته الصادرة عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» في بيروت، والتي فازت مؤخراً بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2013.

تتحدث الرواية عن الشاب الكويتي عيسى، الذي ولد من أب كويتي وأم فلبينية، والضائع بين ذاته العربية والفلبينية، في رحلة بحث عن الوطن والعائلة والذات.

يتحدث عيسى أو هوزيه (كما تسميه والدته) بوصف المحيط الذي يعيش فيه، بعدما تخلى عنه والده (راشد) وهو لا يزال في شهوره الأولى، الذي قام بإرساله مع أمه إلى الفلبين إثر محاولاته الفاشلة في إقناع أمه بالقبول بزواجه من الخادمة الفلبينية.

وتنقطع أخبار راشد بعد الغزو العراقي للكويت، لتكتشف والدة عيسى بعد مدة أن والده لقي حتفه على يد قوات الجيش العراقي، وينقطع الأمل في العودة إلى جنة الكويت وينقطع مع ذلك الدخل المادي لوالدة عيسى.

وعندما أصبح عيسى شاباً يافعاً، قرر الرحيل إلى الكويت للبحث عن هويته الكويتية، ولكنه يجابه تحديات كثيرة، ورفضاً قاطعاً من جدته التي رفضت القبول والاعتراف به على الرغم من أنه الرجل الوحيد المتبقي من عائلتها، بسبب ضغوطات المجتمع الخليجي الذي يرفض هذه الظاهرة، وينظر إلى هذا الهجين على أنه وباء لا انتماء له ولا وطن.

هذه الرواية التي حصلت على المركز الأول في جائزة البوكر للرواية العربية، هي واحدة من تلك الأعمال الشجاعة، التي تتحدث عن المجتمع الخليجي الذي يخاف التغيير، ويفضل إخفاء وإنكار المشكلات على مواجهتها وإيجاد حلول لها.
زاوية: شارع الكلام

جريدة الرؤية

صفحة 26 منوعات –  الأربعاء 2013