Glogo

قراءة في رواية «يا مريم» – إسراء المازمي

كل ما أريده هو أن أعيش في مكان أكون فيه مثل الآخرين، أمشي وأخرج، أدخل ولا يشار إليّ أو يتم تذكيري بأني مختلفة. (سنان أنطوان)

سنان أنطوان، كاتب عراقي من مواليد بغداد (1967م)، وهو روائي وشاعر ومخرج، هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1991م، ويعتبر من كتاب المنفى، ترجمت أعماله الروائية إلى العديد من اللغات، منها: الألمانية، النرويجية، البرتغالية، والإيطالية، تطرق في روايته الثالثة «يا مريم» والصادرة عن «دار الجمل» إلى قضية الأقلية من العراقيين المسيحيين، وإلى المعاناة التي تتعرض لها هذه الفئة بكثير من الصدق، في لغة جميلة بسيطة وسلسة تحدثت عن معاناة يوسف، الرجل الكبير في السن الذي فقد أخته الوحيدة حنه، وسط أجواء الحرب في العراق، ومن جانب آخر تصف معاناة مها الفتاة الشابة المتزوجة حديثاً، والتي تسكن مع زوجها في منزل يوسف حتى حصولها على أوراق الهجرة، لتودع معاناة الطائفية وأولئك الساسة الذين يشعلون الحقد والقسوة بين أبناء الوطن الواحد.

وتبدو روعة هذه الكتابة في أن سنان أنطوان مهّد للقارئ حدث اليوم الواحد الذي تدور حوله الرواية، وهو اليوم الذي حدثت فيه مأساة كنيسة النجاة في عام 2010، حيث رسم أوضاع المسيحيين في العراق، وكيف بدأت هجرة اليهود من العراق في أوائل الخمسينات إلى إسرائيل، وانتهاءً بكابوس الطائفية الذي صاح على إثره يوسف يا مريم في كنيسة النجاة، عن طريق صور وأحداث كان يوسف يسترجعها في عقله الباطن، وبعض من ذكريات مها.

حازت رواية «يا مريم» على استحسان الكثير من الأدباء العرب، وفرح الشارع العراقي كثيراً بوصولها إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية عام 2013م، وتميز الكاتب سنان فيها كثيراً، وابتعد كل البعد عن التعقيدات اللغوية، وقدم عمله الروائي بلغة سردية رائعة، شفافة، تصل إلى الكل، وتكاد تشعر به يأخذ بيدك إلى العراق، تشعر بتلك المعاناة التي رسمها في صورة رجل كهل، في صراعه بين الدين والوطن، يوسف الذي صمم على البقاء على أرضه التي أحبها، على الرغم من ما يمر به من تشريد وترهيب.

زاوية: شارع الكلام

جريدة الرؤية

صفحة 26 منوعات –  الأربعاء 2013