الإمْية – عبدالله صقر أحمد
في صبيحة يوم شتوي، انتعل جمعان نعليه الجلديتين الرثتين، وأسرع في ثقل يذرع الطريق الرملية، بعد أن أقفل باب بيته في وجه الصباح. كانت الشمس قرصاً في الأفق، ولم تنشر…
في صبيحة يوم شتوي، انتعل جمعان نعليه الجلديتين الرثتين، وأسرع في ثقل يذرع الطريق الرملية، بعد أن أقفل باب بيته في وجه الصباح. كانت الشمس قرصاً في الأفق، ولم تنشر…
عندما سمع صوت الباب وهو يرتج.. هبّ واقفاً، وكأنه يتأهب لشيء سيقوم به حتماً، أساريره.. فقسمات وجهه تنبئ عن ذلك، إذ الغيظ استولى على كل كيانه، أزاح قطعتي الستارة ناظراً…
كان الجو حاراً.. وذرات البخار المشبعة بالماء المالح تتكثف بسرعة غريبة على جبينه، وكلما مسح جانباً من صدغه، أمطر الآخر عليه سيلاً من العرق. منديله الذي بيده، صار خرقة تنزّ…
أقلب الصفحات، وأجد نملة حية «تتمشى». أقلب الورقة وتقع النملة، تذهب إلى حال سبيلها. أحاول الكتابة تحت ضوء شمعة أوشكت على قضاء نحبها في مقهى «بوهيمي» قديم. المقهى يضج بالوجوه…
اتشحت السماء بالغرابة، وشعر بأن الأرض تتوجع تحت الأقدام. خفق قلبه بالألم، إذ مشى مع الرجال عائداً إلى البيوت. رائحة التراب تفعم أنفه وتترع فؤاده بعذاب. في رأسه ضجيج يصطخب،…
استسلمت لمداعبات الفرح الذي اجتاح نفسها.. وهي واقفة أمام المرآة تهندم حالها.. وتطمئن على أناقتها.. على ثوبها الجديد المكتنز بالألوان الزاهية، والذي استطاعت – بصعوبة – أن تقنع أمها بارتدائه..…
الحياة سفينة تعوم فوق بحر غامض عجيب، لا أمان له، يصوّر لك الأحلام حلوةً كخيوط أشعة شمس الغروب الذهبيّة اللامعة المرسلة عبر أطياف الشفق الأحمر الخلاّب، يدغدغ قلوب العاشقين، ويزيد…
قال جدي: «سأذبحك كدابة الزريبة إن شاهدتك مرة أخرى مع تلك المرأة الملعونة». كان يضغط على شطر رقبتي بقدمه الغليظة.. وكلما أمعن في حدة تهديده زاد تغلغل قدمه في لحمي.…
تضاربت الآراء حين أعلن خادم بن زاهر استياءه من حسين، صاحب (البوم)(1) قائلاً: «إما أن تعطينا حقوقنا كاملة، وإما أن نترك لك بومك». وانقسم أهل المعيريض في ذلك، فمنهم من…
لم تنقشع الغيوم المتراكمة.. والجاثمة على صدر تلك السهول المترامية الأطراف منذ أمد طويل. الجو كان بارداً.. وشمس الخريف تحاول أن تنبثق من بين فجوات السحب، وتنفض عن نفسها نداوة…